هناك مصطلح باللغة الأنجليزية يسمى “active reader”وهو القارىء الواعى الذى لا يكتفى باستيعاب المعلومات، بل يتفاعل معها ويحللها وينقدها.
ما هو النقد؟
طبقًا لمعجم المعانى فعل “نقَد الشّيءَ : بيَّن حسنَه ورديئه، أظهر عيوبه ومحاسنه.”
وبالتالى فإن التعريف اللغوى للنقد يشمل تسليط الضؤ على الايجابيات والسلبيات على حد السواء.
وهذا هو الفهوم الصحيح للنقد الذى نحث عليه طلاب العلم. أما تعمد التركيز على السلبيات فقط (أو الايجابيات فقط) بسبب التعصب الأعمى أوالهوى فهو أمر ينافى غاية اكتساب العلم النافع الذى تطمح إليه أيها القارىء العزيز.
النقد البناء
النقد البنّاء هو نقد متكامل وموضوعى ومحايد يرصد الايجابيات والسلبيات مع الحرص على البدء بالإيجابيات. أهم ما يميز النقد البنّاء هو فعاليته وقوة تأثيره وذلك لأن البدء بتوضيح الايجابيات يشعر من توجه إليه النقد بالتقدير وبالتالى سيكون أكثر انفتاحًا وتقبلًا للملاحظات السلبية فيما بعد. ولهذا فإن خبراء مهارات التواصل يوصون باستخدام هذا الإسلوب الفعّال على كل مستويات التواصل المختلفة سواء فى تربية الأبناء أو بين أفراد فريق العمل فى الشركات والمؤسسات …إلخ
حرصى الشديد على أن أقدم نقد راقى ومحايد وموضوعى يجعلنى دائما ما أنتهج أسلوب النقد البنّاء فى نقد وتحليل ما أتلقى من علم.
منهج التفاعل والنقد:
هناك ثلاث مراحل يسلكها المتعلم حتى يصل لمرتبة “العلم النافع” الذى حثنا ديننا الحنيف عليه:
أولا القدرة على اسيتعاب المعلومات والإلمام بتفاصيلها
ثانيا القدرة على التأمل العميق فى المعلومات وتحليلها ونقدها
ثالثا تحديد كيف يمكن أن تؤثر الدراسة المتعمقة للعلم المكتسب على حياة طالب العلم بشكل مباشر وعلى علاقته بالله تعالى؟
مثال للنقد البنّاء باستخدام إسلوب الربط والمقارنة فى التحليل لوقائع فتح مكة من كتاب “فقه السيرة” للبوطى:
كتاب “فقه السيرة” للدكتور محمد سعيد رمضان البوطى رحمة الله عليه هو كتاب ثرى جدا لا يسع من يقرأه إلا أن ينحنى احترامًا لاجتهاد كاتبه الجليل رحمة الله عليه. فالكاتب لم يكتف بمجرد سرد وقائع السيرة النبوية، بل حرص على التأمل والتعمق فيها من خلال شرح وتفنيد “العبر والعظات ” والدروس المستفادة التى تذخر بها السيرة النبوية العطرة.
ويتسم الكتاب بسهولة قرائته وحسن تنظيم أبوابه ورصانة أسلوبه وبالتالى فهو يُعد مرجعًا قيمًا لكل المهتمين بدراسة السيرة النبوية الشريفة.
ورغم الاجتهاد المحمود للكاتب الجليل رحمه الله – وهو جهد مشكور لا ينكره منصف – إلا أننى عندما قرأت باب “فتح مكة” استوقفتنى وقائع تسىء للرسول عليه السلام أبلغ إساءة وتظهره فى صورة إنسان متناقض وحاشاه عليه السلام أن يكون كذلك! (أرقام الصفحات المذكورة لاحقا وردت فى الطبعة السابعة من الكتاب.)
الكتاب ذكر فى صفحة 278 فى آخر فقرة أن الرسول عليه السلام أثناء فتح مكة أمر المسلمين أن يدخلوا بشكل سلمى وألا يقاتلوا إلا من بدأهم بالقتال. واستثنى من ذلك أسماء 6 أشخاص أهدر الرسول عليه السلام دمهم من ضمنهم “فرتى” و”قرينة” وهما جاريتان ذكر الكاتب أن جرمهما الذى استوجب إهدار دمهما هو أنهما كانتا تتغنيان بهجاء(سباب) الرسول عليه السلام!
فهل يُعقل أن الرسول عليه السلام – الذى عفا عن قتلة ضمن وقائع فتح مكة – يأمر بإهدار دم جاريتين لمجرد أنهما تغنّيتا بهجائه؟
هذا الكلام العجيب يعد اتهامًا باطلاً لرسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام بالتناقض وحاشاه عليه السلام أن يكون كذلك!
ولأننى – بفضل الله – قارئة ناقدة ومتفاعلة مع ما أقرأ فقد كتبت تعليقا بالقلم الرصاص على هذه الواقعة العجيبة (كما هو مبين فى الصورة السابقة): “الهجاء ليس جزائه القتل! هذه الرواية غير صحيحة.”
والسيرة النبوية العطرة ذاخرة بأمثلة ناصعة على حلم الرسول عليه السلام وسعة صدره وجميل عفوه عمن أسأء إليه. فعلى سبيل المثال لا حصر، ورد فى نفس الكتاب أن قبيلة ثقيف قد أمعنت فى الإساءة للرسول عليه السلام فى مستهل دعوته فما كان منه – عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام – إلا أن قابل إساءتهم بالإحسان وتوجه إلى الله تعالى داعيًا لهم بالهداية. فكانت استجابة الله تعالى لدعاء حبيبه أن أسلمت ثقيف فيما بعد وحسن إسلامها فلم تكن من ضمن القبائل التى ارتدت عن دينها بعد وفاة الرسول عليه السلام.
وقد ورد فى مسند الإمام ابن حنبل حديث عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: ” مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ خَادِمًا لَهُ قَطُّ , وَلَا امْرَأَةً , وَلَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ , إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرُهُمَا حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا , فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ الْإِثْمِ , وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَيَكُونَ هُوَ يَنْتَقِمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.”
وما ذكرته الآن مجرد قطرة فى بحر حلم الرسول عليه السلام وعظيم عفوه وصفحه. فكيف يمكن لأى عاقل أن يصدّق أنه – عليه السلام – يُقدم على إهدار دم جاريتين لمجرد أنهما تغنّتا بهجائه؟!!
وتستمر وقائع فتح مكة التى تستدعى التأمل فى نفس الكتاب. ففى صفحة 277 فى آخر فقرة ذكر الكاتب قصة إسلام أبو سفيان رضى الله عنه الذى قال له العباس رضى الله عنه فى وجود الرسول عليه السلام “ويحك!..أسلِم واشهد أن لا إله ألا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن تضرب عنقك.” المذهل أن الرسول عليه السلام لم ينكر على العباس تهديده لأبو سفيان أن تضرب عنقه إن لم يسلم رغم أنه – عليه أفضل الصلاة والسلام – تحلى بسماحة شديدة مع كل أهل مكة وقال جملته الخالدة “إذهبوا فأنتم الطلقاء” ولم يرغمهم على الإسلام.
هذه تصرفات متناقضة تسىء لرسولنا الكريم أبلغ إسائة وبالتالى لا يمكن بأى حال تصديقها واعتبارها صواب لا يحتمل الخطأ مع كامل احترامى لاجتهاد علماء السلف.ولكن تبقى الحقيقة الناصعة أنهم بشر وليسوا بمعصومين بحال وكلامهم يؤخذ منه و يرد. ويجب أن يضع كل مسلم نصب عينيه أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذى “لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ” (فُصلت – 42)
أما كتب التراث أو كتب المحدثين أو أى مصدر للمعرفة بخلاف القرآن الكريم – على ما فيها من كنوز واجتهاد محمود لكتابها – فعلينا أن نقرأها بشكل نقدى وتحليلى ونفنّد ما شابها من مثالب وعيوب.
تحليل للنقد السابق لوقائع فتح مكة كما وردت فى كتاب “فقه السيرة” :
كما أسلفت فإن هناك ثلاث مراحل يسلكها المتعلم حتى يصل لمرتبة “العلم النافع” الذى حثنا ديننا الحنيف عليه:
أولا القدرة على اسيتعاب المعلومات والإلمام بتفاصيلها
ثانيا القدرة على التأمل العميق فى المعلومات وتحليلها ونقدها نقدا بناء
ثالثا تحديد كيف يمكن أن تؤثر الدراسة المتعمقة للمعلم المكتسب على حياة طالب العلم بشكل مباشر وعلى علاقته بالله تعالى؟
سأعيد كتابة النقد مرة أخرى مع إضافة ملاحظات تحليلية باللون الأزرق.
كتاب “فقه السيرة” للدكتور محمد سعيد رمضان البوطى رحمة الله عليه هو كتاب ثرى جدا لا يسع من يقرأه إلا أن ينحنى احترامًا لاجتهاد كاتبه الجليل رحمة الله عليه. فالكاتب لم يكتف بمجرد سرد وقائع السيرة النبوية، بل حرص على التأمل والتعمق فيها من خلال شرح وتفنيد “العبر والعظات ” والدروس المستفادة التى تذخر بها السيرة النبوية العطرة.
ويتسم الكتاب بسهولة قرائته وحسن تنظيم أبوابه ورصانة أسلوبه وبالتالى فهو يُعد مرجعًا قيمًا لكل المهتمين بدراسة السيرة النبوية الشريفة.
(فى الفقرات السابقة لجأت لإسلوب النقد البنّاء وهو البدء بذكر الإيجابيات العديدة التى لا ينكرها منصف فى كتاب “فقه السيرة” كمرجع قيم فى السيرة النبوية العطرة. وكان هذا النقد البنّاء ضرورة يقتضيها الإنصاف فى الحكم على هذا الكتاب قبل أن أتطرق لما شاب بعض أجزائه من سلبيات.)
ورغم الاجتهاد المحمود للكاتب الجليل رحمه الله – وهو جهد مشكور لا ينكره منصف – إلا أننى عندما قرأت باب “فتح مكة” استوقفتنى وقائع تسىء للرسول عليه السلام أبلغ إساءة وتظهره فى صورة إنسان متناقض وحاشاه عليه السلام أن يكون كذلك! (أرقام الصفحات المذكورة لاحقا وردت فى الطبعة السابعة من الكتاب.)
الكتاب ذكر فى صفحة 278 فى آخر فقرة أن الرسول عليه السلام أثناء فتح مكة أمر المسلمين أن يدخلوا بشكل سلمى وألا يقاتلوا إلا من بدأهم بالقتال. واستثنى من ذلك أسماء 6 أشخاص أهدر الرسول عليه السلام دمهم من ضمنهم “فرتى” و”قرينة” وهما جاريتان ذكر الكاتب أن جرمهما الذى استوجب إهدار دمهما هو أنهما كانتا تتغنيان بهجاء(سباب) الرسول عليه السلام!
فهل يُعقل أن الرسول عليه السلام – الذى عفا عن قتلة ضمن وقائع فتح مكة – يأمر بإهدار دم جاريتين لمجرد أنهما تغنّيتا بهجائه؟
هذا الكلام العجيب يعد اتهامًا باطلاً لرسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام بالتناقض وحاشاه عليه السلام أن يكون كذلك!
ولأننى – بفضل الله – قارئة ناقدة ومتفاعلة مع ما أقرأ فقد كتبت تعليقا بالقلم الرصاص على هذه الواقعة العجيبة (كما هو مبين فى الصورة السابقة): “الهجاء ليس جزائه القتل! هذه الرواية غير صحيحة.”
(ردى الذاتى على هذه الواقعة بالقلم الرصاص – حتى قبل أن أقرر أن أنشر هذا النقد البنّاء – يعد نموذجًا للقراءة الواعية الناقدة التى يجب أن يحرص عليها طلاب العلم النافع.)
والسيرة النبوية العطرة ذاخرة بأمثلة ناصعة على حلم الرسول عليه السلام وسعة صدره وجميل عفوه عمن أسأء إليه. فعلى سبيل المثال لا حصر، ورد فى نفس الكتاب أن قبيلة ثقيف قد أمعنت فى الإساءة للرسول عليه السلام فى مستهل دعوته فما كان منه – عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام – إلا أن قابل إساءتهم بالإحسان وتوجه إلى الله تعالى داعيًا لهم بالهداية. فكانت استجابة الله تعالى لدعاء حبيبه أن أسلمت ثقيف فيما بعد وحسن إسلامها فلم تكن من ضمن القبائل التى ارتدت عن دينها بعد وفاة الرسول عليه السلام.
وقد ورد فى مسند الإمام ابن حنبل حديث عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: ” مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ خَادِمًا لَهُ قَطُّ , وَلَا امْرَأَةً , وَلَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ , إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ أَيْسَرُهُمَا حَتَّى يَكُونَ إِثْمًا , فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ الْإِثْمِ , وَلَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ يُؤْتَى إِلَيْهِ حَتَّى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَيَكُونَ هُوَ يَنْتَقِمُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.”
وما ذكرته الآن مجرد قطرة فى بحر حلم الرسول عليه السلام وعظيم عفوه وصفحه. فكيف يمكن لأى عاقل أن يصدّق أنه – عليه السلام – يُقدم على إهدار دم جاريتين لمجرد أنهما تغنّتا بهجائه؟!!
(فى الفقرات السابقة لجأت لاستخدام أسلوب الربط والمقارنة للتدليل على رأيى. فقد ذكرت وقائع مختلفة من سيرة الرسول عليه السلام تؤكد جميل عفوه وصفحه عن إساءات بالغة. وبالتالى لا يعقل بأى حال من الأحوال أن يأمر – عليه أفضل الصلاة والسلام – بإهدار دم جاريتين لمجرد أنهما قماتا بهجائه!)
وتستمر وقائع فتح مكة التى تستدعى التأمل فى نفس الكتاب. ففى صفحة 277 فى آخر فقرة ذكر الكاتب قصة إسلام أبو سفيان رضى الله عنه الذى قال له العباس رضى الله عنه فى وجود الرسول عليه السلام “ويحك!..أسلِم واشهد أن لا إله ألا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن تضرب عنقك.” المذهل أن الرسول عليه السلام لم ينكر على العباس تهديده لأبو سفيان أن تضرب عنقه إن لم يسلم رغم أنه – عليه أفضل الصلاة والسلام – تحلى بسماحة شديدة مع كل أهل مكة وقال جملته الخالدة “إذهبوا فأنتم الطلقاء” ولم يرغمهم على الإسلام.
(فى الفقرات السابقة ذكرت مثالًا آخرًا لواقعة محددة تسىء للرسول عليه الصلاة والسلام وفى نقدى لهذه الواقعة لجأت لإسلوب المقارنة بين سماحة الرسول عليه السلام مع كل أهل مكة بصفة عامة وبين تقريره لتهديد العباس لأبى سفيان على وجه الخصوص! السنة التقريرية تمثل أى موقف يشهده الرسول عليه السلام ولاينكره وهو بذلك يعتبر مقرًّا له بشكل ضمنى. وبالتالى فإن عدم استنكار الرسول عليه السلام لتهديد العباس لأبى سفيان بأن تضرب عنقه إن لم يسلم يعد إقرارا منه بذلك وحاشاه أن يفعل!)
هذه تصرفات متناقضة تسىء لرسولنا الكريم أبلغ إسائة وبالتالى لا يمكن بأى حال تصديقها واعتبارها صواب لا يحتمل الخطأ مع كامل احترامى لاجتهاد علماء السلف.ولكن تبقى الحقيقة الناصعة أنهم بشر وليسوا بمعصومين بحال وكلامهم يؤخذ منه و يرد. ويجب أن يضع كل مسلم نصب عينيه أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذى “لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ” (فُصلت – 42)
أما كتب التراث أو كتب المحدثين أو أى مصدر للمعرفة بخلاف القرآن الكريم – على ما فيها من كنوز واجتهاد محمود لكتابها – فعلينا أن نقرأها بشكل نقدى وتحليلى ونفنّد ما شابها من مثالب وعيوب.
(فى آخر فقرتين توصلت لاستنتاج عام لمنهج الطامحين للعلم النافع وهى أن أى مصدر للعلم – بخلاف القرآن الكريم – يجب دراسته بعين الناقد المتفحص القادر على التفريق بين الجيد والردىء.)
صفوة القول
الباحث عن العلم النافع لا يمكن بحال أن يكتفى بمعرفة المعلومات بل عليه أن يتفاعل معها ويتأمل فيها وينقدها وبذلك يحقق مُقتضى قوله تعالى “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ” – صدق الله العظيم
فشتان بين من يقرأ ليتأمل فيما يقرأ ويحصّل علمًا نافعًا وبين من يقرأ لمجرد القدرة على سرد العلومات! فأى الفريقين تختار أيها القارىء العزيز؟
*** هذه المقالة جزء من كتابى القادم “إشراقة روح 2” إنتظروا صدوره قريبا بمشيئة الله تعالى على منصة “كتبنا” للنشر الإلكترونى ***
سلسلة كتب “إشراقة روح” هى أول سلسلة لكتب تفاعلية توظف الرسوم والشعر والتنمية البشرية فى التعمق فى فهم ودارسة آيات القرآن الكريم. تم بحمد االله وتيسيره وتوفيقه نشر الكتاب الأول فى هذه السلسلة: إشراقة روح (1) – تأملات فى قوله تعالى “فلا اقتحم العقبة” – نحو علاقة أعمق بالقرآن الكريم.
لينك تحميل كتاب “إشراقة روح 1”:
فى انتظار تعليقاتكم …